الأحد، نوفمبر 08، 2009

أنا والفرن نشتعل


أنا والفرن نشتعل

هل ؟!
يا سنابل الوديان من زرعك وانتظر الشهور؟
نحن أبناء الطين الحزانى منذ فجر الظهور
توسدنا العناء ننتظر شمس النضوج
ومواسم الحب الوفير



يا رحى القمح من نحتك ؟


من غربل الدقيق وطرح القشور؟


ومن صنع رغيف الشعير الأسمر؟


أنا الإنسان العاقل الأول ومجنون العمران القديم....


أنا من نثر بالحقول البذور


وقطع من الجبال الصخور واستوطن القمم


يستمطر رب السماء شأبيب رحمته.... ماء الرهام


يا فرن الخبز هل قدرنا جميعاً أن نحترق كحطبك؟


والعمر يمضي لا حب فيه ولا حبوب


ولا خبز ولا جياع تثور


هل خلقنا للزجر للصفع للركل كالأقنان وراء الخيام؟


جعجعي يا طاحونة الدهر


فهذا زمن يعجن حنطته اللئام


هذه أيام ليس لنا فيها غير شرف المجيء


فدنيانا محض أرواح تفر وجنازات تقام


والوطن كضرع يتيم تثقبه أنابيب حليب سوداء


ومخيض الزيت تشربه براميل الكلام


يغزل الصمت من ألسنتنا عباءات الصمم


والأفواه ترتعد بأقفاص الصدور


لا صوت يعلو ولا همهمة تفز


ولا كلمات تقول إلى أين المسير؟!


مذ صيرنا الغزاة والرعاة والعبيد


نحن بخور الأرض وعناقيد الجدود


كالثغاء في المراعي ... في الزرائب


يلفعنا رجع الضجيج


كالغثاء تحملنا السيول إلى كل جرف تريد


وجلاميد الحضيض تنطحنا في مكبات القرون

متى

آن لي أن أبجل أقفال الولوج إلى قدس صلاتي


لن امنح محافل التصفيق جيوبي وركوعي الجليل


فبين بياض كفي وظلام الدراهم نهر كبرياء


وفوق جبيني للحق وحده


اعتمر حرير السجود


أنا وتراتيلي لا نعبد الحجر


مذ كرم الله لساني بالكلام

الآن

هأنذا وارف الظلال يفيض باطني بالترانيم


ورحلتي تضم أجنحتها على غصن الوصول


وحولي فاكهة سكوت عظيم


في خلوة تسمعني


يؤرق دفتر هدوئي


وتكتب براعم الصمت الندي


قصة ميلاد القلق


هامسة للنص بسرها الغضل

كيف
كيف لي أن أزرع الفرح؟


وبصدري الحزين تضحك أشواكهم...


وبالعراء التعس تنحسر ذابلة جذور التفاؤل


إلى ما دون الضمور


وقصف الحطام البعيد


اجتياح قريب


لمطارق الاكتئاب السحيق


تفتت عروق التباشير الخبيئة

اليوم

عشية عيد الجلوس


تفتش الرعية عن بطن شاعر بلا رأس


لم يتلُ قصيدته في صلاة العصر الفائت

الحبيب الأمين
->إقراء المزيد...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art