السبت، نوفمبر 07، 2009

عراجين





" إذا كان عليك أن تغادر ثانيةً، فاتكئ على الجدار في المأوى العاري، ملجأ الراعي
ولا تقلق بشأن تلك الشجرة التي تلوّح لك من هناك. ثمرتها سوف تروي ظمأها.
مضطرةً لأن تنهض من نومها قبل أن تجعل من نفسها

مفهومة، الكلمة توقظنا. تجود علينا بألق النهار، هذه الكلمة التي لا تحلم. "
رينيه شار


عراجين ........


اكتنزت ثم تدلت
أراها استوت
وانحنت في هيكل الثمار السامق
مقام ربة الإنبات راعية الشجر
تطلب المثول في حرمها المنسوج
بخيوط الفتنة المصبوغة في مسارب النور
قرص الشمس يمتطي عرشه
بين قرني ثور جرامنتي
يرسل هالته الخصبة
يلف كرة التراب الكونية
يستنهض أطلس كل صباح
العذق الناهد يتبرج
يدني الخضار في دلو عسل
يرصع الجمان في كوة الشعاع
البلح أقراط حلوى


عرجون إمنت

متى نراها في إمنت ؟!!!!!!!!!
ويطالعها التحنو والتمحو والمشواش
ناطحوا أمون وهزوا قرنيه تضرعا
سربوا الخبر لصهرنا خوفو
وناشدوا بسامتيك ذي التاجين العون
أيقظوا شيشنق دفين هرم الطوب
نقبوا عن موميات الفراعنة الليبيين
علهم ينهضون بعرجون قديم
يسند عراجين اليوم

أرواحا قذفت في وغى الفيافي
زرعت وَعْث موماة
كلمات كغبار الطلع
تناثرت هباء
مثل لحم أوزيريس المقلم
صرنا كإيزيس هواة ندب ولطم
نجمع أشلاء مبعثرة من لحم ودم
ننزف العرق سدى


عرجون أوديسيوس

أوديسيوس لازال طافيا كعود قش
موجة مسحورة بسراب اليابسة
يمضغ الملح
يتجرع خمر المرار
في حانة التيه
الفقد يمخر عبابه
يرسل الرؤى والعيون
بقفة من شوك الضياع
يرجع البصر حسير
جنحت ريح شراع الحنين
جدف بعيداً في زرقة ضالة
خانته النجوم
تمادت في الأفول نكاية
سرقت هيرا رائحة بر ايثاكا
عطرت وحشته بنسيم مخادع
الإسكندرية فاروس الكون
راودته عن وطنه
بكأس سلوان
قال بفخر لذيذ
خميلتي ظل زيتونة المرفأ
وبهجتي عناقيد كروم
رفقة بنلوبي وأرغوس العجوز
كنثاروس من نبيذ ضيعتي
يسبغ الليل بالحمرة
كانونة التقدمات لأثينا
تبارك شواء طرا ئدي المتبلة بالرند
يمسح رجع الضجيج وصخب السيوف
وتر قيثارة الأنس

البحار الكريتي مهووس بالأخبار
يخيطها في شباكه
يصطاد الأذان في قارب الشمس
تسكنه انطباعات العواصف
ومشاهد خرافة النجاة
عن بلاد العسل والخراف
اخبر حامل لعنة حصان الخشب
أرشده الطريق وملأ قلاعه بالصبا
نزل طرف ليبيا الأرجواني
جزيرة مينلاوس السماوية
المطوقة بجناحات خليج البردي
يرسو هناك مرات
ينظم أصدافا من خيالات التمني
تزين رحلة العودة
حملوه بعضا من عراجين
وانشروا خبر ضياعه
باحث عن تراب تتقاذفه مياه مسافرة
حامل أكاليل البطولة في مهب الريح



عرجون مارمارايكا وما وراء الأسلاك

ثغور مارمارايكا ليست عصية
الجماركة يرتشون
يتساهلون مع قوافل سلع البطون
يمررون أكفان أجساد الفناء
يلصون الفستق الحلبي والمانجو الأسواني
البرديات لا يحفلون بها
يسمونها صحائف صفراء
يخشون لعنة المعرفة
يلوكون صفحات الوجوه
أفواه مسننة بالثرثرة
تقضم السكينة
التمر كثير في سيوة مقدس الكباش
لكنه نادر في نخيل جيغاب مرقد الأرواح !
توأم الصحراء وجليس ضفة الصمت
انبجست دموعها بحيرات ملح
الجذوع غاصت في حمم اليباس
وقوافل الأمس الألفية فقدت
طمرتها قاتلة جيش قمبيز
دفنتها الروامس
قصف تراب
هل منعتكم أسلاك روما البغيضة
أن تمروا بعراجين من ورق؟؟
هل في كلماتها روح وطن؟
أم في حبرها زيت سراج؟
مغرمة هي بنصوص البديل !
موشاة بنقش الضمير !
أم في ضفائرها سعف أصيل !
وترويستها طغراء ليبية ؟ !!!
لا تنسوا أن ترسلوا بعض الإبار
في حقائب السفر المريضة
دسوها بضاعة تاجر دواء
ياْبُرُ نخلنا السقيم


عرجون كاليماخوس

كاليماخوس بعث في مكتبة الإسكندرية
طيفه ظهر في ديوان السجلات بقوريني
عن بردية الولادة يبحث
عَثر على إذن المغادرة المؤرخ بعبق القرون
زار جاسون ماجنوس في نعشه
ناشده النهوض فأبى
دعني في عالم هاديس
تركه بعد أن قبل روحه
قرأ حسرات الجفاف وردد آهات التشظي
في مخطوط سينيسيوس الطافح بالعطش
غادر تحت سحابة دامعة
التحف برد التلال الأبيض
بلا وداع دافئ
دون مطية
انتعل قلبه
هام على وجهه
أرشده لهب قصي
مرفأ طلميثة المهجور
في ملمح بصره
يحلم بزائر ليل ساكت
أنصت لعمود كورنثي خارت قواه
أنهكه الانتصاب في العراء وحيدا
وسط مدافن من رخام
تماثيل لا رؤوس لها
همس في رأسه بسر المدينة

" هناك نحت السحرة كهف العجيبة
صنعوها لكليو بترا سيليني
نسل الحب لمليكة القطرين
وريثة المجد بسبعة عهود
قاربها الملكي يرسو في بطنٍ حجرية "
ركب كاليماخوس
مركب السحر القديم
غادر في بحر البطالمة
يطلب شعاع المنارة

في قصر العماد
خبأ رسالة في نافورة اللبوة السوداء
دس كلماته في فمها
" سأعود حاملا عرجوني وديواني السعفة
سأنفض الرهج عن رفوف المحابر
في أضرحة الخواء العامرة بالعناكب
ولن تبيد سيرينايكا مادامت تربوليتانيا وفزانيا
فمواقد الزيت ستضيء ألواح ليبيا "

عرجون الطوارق

كهنة الصحراء أشعلوا نار الزمن
يحضرون روح شيخ النخيل
عراف الواحات ينثر من الرمل تراتيل
ينفخ في بخور الطوارق نفسه الساحر
صور الأرواح يرسمها بعيدان الدخان
تبر تمبكتو بعثره في الفضاء
أجساد الراقصين الملثمين
كساها بدروع مذهبة
بسعفة طرية ربت على صدورهم
وأطلق العنان للسانه
بأهازيج الأبالة القدامى
أعتلى عنق مهرياً أصيل
ترنح ثملا برقصة المحارب
ألقى طقسه الأخير
من طرف سيفه الحامي تداعت لوحات أكاكوس
هبطت ملونات النقش ترفل برماح الصيد
في بيض النعام مزج تعويذة الحنظل
سكب قربانه في فم الروح الناهضة

لسان النار نطق بلهب فصيح
" لو عاد ماري بن دد
مليك لوبيا صاحب أسلحة البرونز
المتوج بريشة النار
المخلد الساطع البَراق
مانح الحجر الوضيع نقشه المبجل
خصيم مرنبتاح الخاسئ
لجمع الأحلاف من أقوام البر والبحر
لصرخ في إلهة الكهوف
لخاطب مردة المكاي في معبد سلنطة الصخري
وأطلق فيالق من حبات الرمال
المدججة بعفاريت الحدود
تجلب عراجين الديار
النائمة على كتف نخلة المهجر
يتيمة أرض وسماء

عرجون لوبيا

اللوبييون فسائل
غرسها نخيل مهاجر
وقطوف رياح الشرق
هبات روح الغروب
نبت النَّوَى العاشق
سكنت وطن الشمس
تطاولت لوبيا باذخة
مسلات من نخيل سامق
نطف ملاحم من صلب البطولة
في رحم الكثبان الطهر
مرقد لهيب البعث
ومهد الرماد القيام
فينيق القرون المئوية
وشم الجناح في فضاء العصور
أيقونة الريش وحجاب المخالب
تمائمه أودعها نجمة الصحراء
في عرجون الكلام تعاويذه
ليبي من أثير ورمال


عرجون انتظار

أدمن بعضهم رطب نخيل الأغيار
وكفر كثيرون بعراجين القرية
الواهنة الخائرة المترهلة
كثدي زنجية نحيلة
ثمرة شوكة السغب
صباح القطف فجر مؤجل
بريد منتظر من الشمس
رسالة خطفتها مواكب الريح

صقور بحر الرمال
نوارس شطان الشمال
يقتفون قطرات الذهب الأسود الوافد
يراجعون مخطوطات عصرية
من سعف اخضر
وعراجين من ورق
صفت في حاضرة المعز
مطابع أويا تآكلت نقوشها الرخامية
وصهرت حروف الزنك
ركنت في مرآب سرايا الترك



عرجون فكر ورخاء

حنبعل بن روفس ثري لبدة
( مزين الوطن لبدة ) Ornator Patriae
رمم ضريح جده ماسينسا
( محب الوطن ) Amator Patriae
شرع في تلاوة مجده النوميدي
رفع بنيان مسرح الشعب
حضر عرض بيرسيوس والميدوزا الليبية
أنشد يقول
ألا فلتنحني أيتها الأكوان والكواكب السيارة
ضمي ليبيا إلى صدرك واطعمي شعبها
أيتها الإلهة الجليلة
أمنحينا كسوة السلام وليحمل في طيات ردائه أزاهير السعادة
رد وحي اسخيلوس الحاضر
فلنعش ولتكن حياة الرغد
لا نصيخ لأقوال العتاة
رددوا معي
تألقي يا ليبيا في قبة المجد
شامخة في آفاق الهيبة
صرحا من نخيل وزيتون
هبطت روح سوفوكليس بأغصان زيتون توباكتس
أنا من اصطفاه باخوس ونصبني للفرجة أستاذا

في دارة الفكر الطرابلسي
سٌكبت فلسفة أنايوس كورنوتوس اللبدي
( محب المعرفة ) Amator Concordiae
وسمعت فيها مناهج اللذة
أصداء نداء الطبيعة
مباهج صاحب السعادة أرستيبوس القوريني
"اللذة التي لا يداخلها ألم هي السعادة
والحكيم هو من يضحي بنفسه أكراما لأصدقائه وأهله "
حبرها الشفاف يورق على صفحة العقل الخضراء
عند أقدام تلات الحسناوات الثلاث
أمر أبن جوليا دمنه الدمشقية
سبتيميوس الليبي
إمبراطور روما
المحامي والخطيب
بإصلاح المفاسد وتضميد ندب الخراب
متعة المواطنة إحساس بالوجود
فتح مستودعات الفرح للرفاهة
وحصن النجود والوديان
عمر دروب الظيان
حفر صهاريج الغيث وغرس فسائل للغمام
دفع نصف ثروته ثمنا
عراجين الناسمونيون
وزعها على مواطنيه
( محب شعبه ) Amator Civium
ضاعف صفائح الحديد
في دروع الجسد الوطني
أذاقهم حلاوة الرُب
حفنة تمر بالمجان
وزع رغيف العدل
نثر ورود التعايش
رفرف قلب الوطن
فرصة متاحة لتقبيل الحياة

عرجون سمر

رجال ونساء
يجمعون غبار الخصب
الهابط من هالة البدر
يغشاهم ليل من فضة
تانيت مالكة الرمل راعية الترحال
ترسم خماسية البركة بكفها
تسامرهم تسرد حكايات النخيل
وتتلوا في صدورهم عراجين
قصائد من بلح وتمر
يطرحون الأجساد على قبور الأسلاف
يحلمون بوشم الجدود
يفرون نحو صفحة اللحم
سيكتبون سرهم الهيروغليفي
على أجسادهم الترابية
لغة ليبية حبرها دم نبيل



عرجون حروف


" ثوجا Thugha


أقدم مدونة ليبية
كتبت بلغة مزواجة
ليبوفينيقية
نشرت كجذع من حجر
ظلت ولم تندثر
هرم سكنته حروف معمرة
لم تصادرها سلطة تجاعيد الطقس
لم يصفعها طغاة التآكل
رواها ملاك الحبر القدس
أشمستها صباحات الدهر
عرجون من أبجدية
ثلاثينية

" أنا كل ما وجد وكل ما هو موجود
وكل ما سيوجد
ولم يكشف احد طرف ردائي
والثمرة التي جئت بها هي الشمس "
Neith نت الربة الليبية
أنا سامق مشمخر
جريدي أجنحة سمو
أكاليلي من بلح الذهب
موغلة في عصر الحياة
أنا رسالة من رحم الأرض
في عروقي دماء قداسة
تنهل النبل العتيق
من مكامن الطهر
أنا سيدة الظلال الوارفة
نسل قيظ وتراب
زاجرة العطش
سكر الواحات الأسمر
إلهة السماء الليبية



نشرت بموقع دروب بتاريخ 07 أبريل 2007

http://www.doroob.com/?p=16516
->إقراء المزيد...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art