الجمعة، مارس 26، 2010

مهداة للراحل شاعر ليبيا الكبير محمد الشلطامي

2010-03-26_042749_NR

" قال لي المفتي
يا حبيب ...... تعب الهزار في أيامه الأخيرة
هاهو يغادر القفص
نحو البراح الأعلى طليق الجناح
أحسب انه سيرتاح
أولى لك أولى أن تكتب له شعرا "


قالت تهاني
طار بحلمه ليزرع من جسده
في الأرض روحه الحرة
ذاك الذي غزل الشعر في العتمة
أعشاش للنور


نادى في حقول الحنطة
سنابله الملونة المعفرة بالتراب
للجياع الخافتة أصواتهم
غرد للحب
ورواد خد القمر
قبُل


ذهب بعيدا بعيدا
يحتطب للمشاعل
من تلال الصقيع
يومض للشمس العمياء
كي ترانا


أوغل في ضفاف الليل
مداه سهاد ,,,,
صداه قلق
" يصبغ حلمه بارجوانة الصبح "
نحو مسداة الشمس جدف
فاتهمته الهرطقة
بجدب خيوط الفجر
وإشعال نجمة


بحثت عنا هنا ولم تجدنا هناك
كنت تشرق في الحزن
ابتسامة ساخرة من ضباب الكآبة
وكان الموج يرش الفوقان
وكنا حطام ما قبل الحروف
كلماتك كأصداف الشاطئ
تنادي الأصداء
كمنارات المرافئ
تفضح العتمة وتبث الحظوظ
رسائلك لم تتنصل من رمالنا
ولم ترسل إلا ارتعاشات بالشراع
كالرذاذ الدوؤب تفانيت
في وجه الصخور
كما لو كانت صوت مشحون
بالهدير والسكون
يبجل البحر الهائج
ويحتفي عنده بالعصف المهيب
وكنت تقول برهانات الريح
" نحن ما مددنا قاماتنا
أبداً في وجه ريح .." *
كلماتك أشرعة أغاني
لاطمتها خيبات النغم
وراء نهارات بلا عصافير
خذلتنا في نشرها تواقيع الرياح


وحدك كنت تحرث في صمت
وكانوا لا يبذرون وراءك غير الصياح
كلهم على خطوط الفوت يؤجلون الربيع
ويسيل على لحاهم شيب الخضوع
منذ آماد الدفوف
نقرات خراب
وضجيج سلطان قفار طروب
يجوع ويهلك لأجله سواد الجموع
وأنت الدامي الفريد وراء المعاني
تشق الرماد والملح
بقرطاس عنيد
تخط لغتك المهدورة
تكوي راحتك بيراع المرارة
نهشة الألم في صدرك العاري
تكتبك لذاذة مناداة حزينة
نسميها أنين وآه


أيها الظامي أبدا
ما شلت يمنيك
وهي تعتصر البلل
ولا كلت يسارك
وهي تكتدح السبيل
لكننا كنا هشيم عطاش
في ملهاة سكرت فيها الجرار
لا نمل الكسل
لا نشرب غير الملل


في لحظة الشوق إليك
والفوت يمر
لن ترتوي منك العيون
دموع
وعبقك يفوح فينا
عشب وطين وطل
لن يخبئك الموت عبر القبور
إلا لتبعث في كل حين
كما تبعث الشمس كل البذور
الحزن يحفر فينا ألاف القبور
لكنك كنت العابر الصوفي
يمسح الأوراق بكرامة الثمار
لبؤساء بعثرتهم ظلمات الخريف
عيدانا وقش


في رحيلك نظرت إلينا ولم تنتظرنا
وجه تيمم النور
ووجوها تحتضر
عبرت لأفقك المحتوم
ونحن في زحام القضبان
لا يخفق لنا ريش
شعرك الحر في القفص غرد
في الصمت
بشارته طوفان الرياح
قادم بألف ألف جناح
كما حلق قلبك فوق القيود
نراك هزار محياه شجن
مثواه قدر ....

* إلى بلدي أنعيك

كم من الفراغ يجتاحك ؟

يا وارفة النعوش

كلهم بلا جنازات

أنا وهم

فتات أجساد نجوب الديار

ننتظر قافلة التراب

نتنصت صهيل الحياة

يا جوادي متى يترجل الموت ؟

متى يسكن كل هذا الغبار البشع ؟

ربما ستكون

أخر من سيعتصر دموعي

فما عاد للحلم عيون

ولا للنبل ماء بوجوه الرجال

كما قلت يا أبا فرحات

" إننا خبأنا أدمعنا للرجال الشرفاء "

فهل سيأتون وهل مازال لنا

مع استجابات القدر ...

نسل قيود وسؤال حياة ؟ ؟ ؟

........... .... ... . ..

->إقراء المزيد...

أزهار الليل للراحل محمد الشلطامي

ازهار الليل للشلطامي

غادرنا ولن ننساه يوم الاربعاء 24 . 3 . 2010

وتمنيت كثيرا

أن أراك

نجمة يسبح في قنديلك الأخضر

حب ......

ومواويل مضيئة

وتمنيت كثيرا

عندما دفأت في قلبي يديك

لو تصير الكلمة

دمعة في غمرة الشوق إليك

وطني ......

يا رجفة الموال في ليل القرى

يا حبيبي الأسود العينين

لو أن الثرى

أحرفاً كنت القصيدة

وأنا غنيتك الأحلام أبكيك

فأبكي

وردة تنمو على الأهداب

في الليل الحزين

ثم تذوي بين أيدي التافهين

وطني يا وطني

يا صليبي قبل أن أخلق حرفاً في قصيدة

بيننا ظلت قوافيك العنيدة

والشعارات البعيدة

وأنا أركض خلف الفجر من سجن لسجن

لأرى عينيك في كل شفق

مرة أهرب من وجهي ، وألفاً أحترق

خلفي البحر ، وقدامي جحيم ، والطرق

صادرتها المحكمة

أُممت في أول الليل ، وبيعت في الصباح

ما الذي أملكه يا قمري

كادح أقتل باسم الكادحين ،

حينما أبكيك أن غنيت أبكي

لوعة الحزن الذي ينبتنا

عوسجاً في وجنة الشمس وذلاً وخطايا

نحن ما مددنا قاماتنا

أبداً في وجه ريح ..

من ديوان تذاكر للجحيم

21 / 3 / 1970

->إقراء المزيد...
Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art