الخميس، يناير 21، 2010

سنوريات !

من قط إلى نمر

بتكية الملح والطنين

ذابت كل المدائح ,,

ذبلت كل الأوراد

لم ترقد إلا ريح الدراويش

بحلقات التيه

لم تبقى كرامة على الرف

غير دفوف خرقاء

تضرب مسمارا بكف

من حوله يطفو زبد الموكب

ولج صاحب الحضرة

سبخته المغمورة

بعنقه ربطات الجود

بيده بخور أسرار العهد

في ظل بيارق ونمارق

جدب ألف قط وقطة

في صرة ولاء سمينة ؟ !

تخبل مواء بعواء ...

تبعثر نفاق معصوب الوجدان

في بركة الوجد الراكد

ذابت أملاح الإصلاح

بجرار الأيام المحقونة

تفرق ماء البركات

بين السلطة والحنطة

وضع عمامة أفكاره

رفع الصوت على القامة

ألقى على الظهر كلمة

" إني أرى وبرا حان صباغه " ....

لم تتغير تلك المرآة

الصورة تتناسخ من أطر الصورة

مازال القط سمينا يكبر

أقرانه في المقصورة

صاروا سمان أكثر

لن يسلم عظم ولا لحم

لن ينجو جلد ولا ريش

شدوا حجرا على البطن

خطوا سطر الجوع

بحواشي الأفواه

دسوا بالزمن المسموم

عقارب كل الساعات

وأفكار الرأس المجنونة

فالعقل قصيدة بكماء

توسدت كف الصمت

ستنام طويلا

حتى تصحوا الأجراس

->إقراء المزيد...

الأحد، يناير 17، 2010

نستولجيا في ذكرى ميلاد شاعر الوطن Nostalgia. Libya







في ذكرى ميلاد شاعر الوطن الكبير


الراحل أحمد رفيق المهدوي

( ولد بفساطو يناير 1898 )




ذهبت بالسيط فساطو وإن

لم يدعها غيرها أن تستقل

مسقط الرأس لها في عنقي

من أياديها وفي قلبي محل

وطني عندي عزيز كله

وهو للروح نصيب من أزل


********






ويقول أيضا :



وياوطني هجرتك لا لبغض
ولا أني منحت سواك ودا
فلا والله ما هاجرت حتى
جهدت ولم أجد من ذاك بدا



ويقول في حنينه للوطن :



يا من على البعد نهواه ويهوانا
لشد ما شفنا شوق فأضنانا
ذكرى عهود الهوى باتت تساورنا
يامن يبلغ للاحباب شكوانا
إنا بحكم الهوى صرنا - ولا عجب -
نزيد ذكرا لمن يزداد نسيانا
ما انصفتنا الليالي حينما تركت
جسما هنا وهناك القلب ولهانا


حتى قوله :



ما خيم الليل إلا بات يقلقنا
شوق فإذا رقد السمار ناجانا
نحن شوقا إلى أوطاننا فإذا
تبسم البارق الغربي أبكانا



وعن ليبيا وطن واحد موحد لا انفصال له يقول شاعر الوطن :



طرابلس الغرب العزيزة فصلها
وتقسيمها " فصلُ " يعد من الهزل
شقيقة روح ٍ إن تفرق جسمها
تفرق شعب واحد الجنس والاصل
أيمكن فصل بيننا وقلوبنا
جميعاً على أعداء أوطاننا تغلي



*******************


رحم الله أحمد رفيق المهدوي


وأسكنه فسيح جناته


( توفي في منتصف يوليو 1961 ببنغازي ) .






->إقراء المزيد...

الجمعة، يناير 15، 2010

هل ما زلنا مجتمع واحات ..؟!


محمد محمد المفتي

’’ والله طرابلس هي طرابلس .. إللي يبي يدير فلوس .. يبي شـغل يمشي غادي .. وبعدين تـقـيـيد الأحوال أقل .. ‘‘، هكذا قال صديقي أحمد .. ’’لكن ؟ .. أسعار العقارات والإيجارات هناك ارتفعت بسرعة صاروخية. بإمكانك أن تحصل على دخل أعلى في طرابلس. دخلي أقل هنا. الرقم أقل لكن يؤمن لي مستوى معيشة أفضل مما لو عشت في طرابلس .. أنا هنا متريح.. لكن بالنسبة للذين في مقـتبل العمر، الفرص هناك أكبر‘‘.

تـقـيــيم مختصر، لا أعـتـقـد يختلف عليه إثنين. وهكذا يبدو أن صورة مدينة طرابلس في أذهان الليبيين لا تخلو من مفارقات.

صديق آخر لخـّّص الحال بقـوله: ’’ طرابلس في ازدهار لكنها تعاني من تضخم الأسـعار ، بنغـازي تشكي لأنها ما عندها على من تـتـكي .. وفـزان تـذوي، واحـاتها بيئات طاردة والفراغ الناتج يملؤه الأفارقة .. المحـصـلة مـقـلـقـة‘‘.

مثل هذه الملاحظات لا تخلو من موضوعية. المقلق حقا ، أن كثيرا من مناقشات الليبيين هذه الأيام لمشاكلـهـم ، أمست تنزلق سريعا، إلى الإفصاح عن تحيزات سـاذجة، لكنها لا تخلو من مخاطر قد توظف ضد الوطن. وككل التحيزات فإنها تسـتند على انطباعات سرعان ما تتضخم إلى تعميمات مريرة مبالغ فيها .. فـهل من محاولة لفهم جـذور هذه الحساسيات القبلية والجهوية؟ من أجل اجتثـاثـها والتسـامي عليها؟


أرخـبـــيـــــل


ليبيا أشـبه بأرخـبـيل من الجزر في محيط .. المدن الليبية كانت أصـلا واحـات .. مبعـثرة في الصحـراء.. نشأت كل منـها لظروف اقتصادية واجتماعية .. بنـغازي لتصدير الملح ، درنة بؤرة خضراء تسـتقي من مياه الشلال.. مصراته ازدهرت قبل قرنين كأول محطة على طريق القوافل المتجـهـة للجـنـوب .. غدامس ازدهرت قبل بضع قرون كإحدى المراكز على خطوط تجارة الذهب المستورد من غانا .. وهكذا.


لكن طرابلس ولدت كـقاعـدة بحـرية عند خاصرة البحر المتوسط في فترة الصراع الدولي بين العثمانيين والأسـبان قبل قرابة خمسة قرون.. ومن بعدها أمست سـدة الحكم .. في العهد القرمللي ثم الإيطالي ..إلخ. لكن نقطـة ضـعـفـها أنـها عجزت أن تكون عاصمة فـعالة لكامل التراب الليبي. وهكذا بقيت بنـغازي ومرزق ويفرن وغدامس وهـون والواحات الجنوبية من غات إلى الكـفـرة تتمـتـع باستقلالية .. وثقافات محلية .. لكن الشرخ الأساسي ظل بين مشرق البلاد وعربها .. فلماذا؟

بيـنـهـما بـرزخ ..؟

عبر التاريخ الحديث شـكل الفـضـاء الصحراوي الممـتـد من اجدابيا إلى مصراتة، حـاجزا هـاما في وجـه الإدارة الليبية .. ومنذ العـهـد القرمللي الذي كان أول من سـعى إلى توحيد ليبيا ببسـط نفوذه على المنطقة الممتدة من مصر إلى تونس.

الإدارة تـعـتمد على وسائط النقل لتحريك القوات وتـنـقــّـل الموظـفـين وجمـع الضرائب. لكن الفضاء الصحراوي الأوسط لم يمنع تنقل الجماعات البشرية سـواء للحج أو الاسـتقرار.. وهـؤلاء رحلوا على خـط سير يتبع خط عرض 29 الذي تقع عليه الواحـات من الجـغـبوب إلى أوجلة وهـون، تحاشيا لمناطق السـباخ الساحلية.

وصادفت هذه المشكلة السلطة الاستعمارية الإيطالية رغم ما توفر لديها من معدات حديثة من السيارة والطائرة إلى اللاسـلكي. وبعد عشرين سـنة من الغزو وتأسيس خطوط بحرية منتظمة وحّـد الإيطاليون إدارتهم في "القطرين". وفي سـنة 1938 انتهى رصف الطريق الساحلي .. الذي اخـترق السـباخ والوديان.


clip_image002[6]



وكما نعلم، ولنفس الأسباب أسس الإنجليز إدارتين عسكريتين منفصلتين لطرابلس وبرقة. وفيما بعد اسـتقر رأي خبراء الأمم المتحدة على أن يكون النظام الإداري فيدراليا بـعـد الاسـتقلال سـنة 1951.

صـراع النـخـب !

طبعا ، لم تكن هناك اختلافات عرقية أو ثـقـافية بين طرابلس وبرقة، فقد كانا إقليمين جغرافيين فقط بالنظر للحاجز الصحراوى ، مع تجانس عميق في العادات واللهجة والشعر ..الخ.

ومع ذلك عرفت حـقـبة الأربعينيات فى ليبيا مـواجـهــات وصراعات، تبدو محيرة ومحرجة. فـقد كان هناك التنافس بين برقة وطرابلس، والذي وظفه السياسيون لخـدمة طموحاتهم في الحصول على مواقع نفـوذ.

تلك الحسـاسـيات المـفــتعـلة .. أثيرت في الأربعينيات .. قبيل الاسـتقلال .. فظهر في طرابلس من عارض الوحدة مع برقة، وفي بنـغـازي ظـهـر مـعـارضـون للوحـدة مع طرابلس، من بين أعيان المدينة .. ومعظمهم من قبائل الغرب مثل ورفله ومصراته .. وكانوا ثـقـل سـكانـها آنذاك.

تـشـريح النخــبـة

داخل النخبة السياسية الليبية إبان الأربعينيات، كانت هناك مجموعات ممن لم يغادروا ليبيا وتعلموا فى المدارس الايطالية وتوظفوا فى الإدارات الإيطالية، والأسماء كثيرة. وبالمقابل كانت هناك جماعات شابة ممن تعلموا وتثـقـفـوا فى مصر وخاصة الأزهر، وكانوا ذوى نزعة عروبية ، وذوى أفق معاد للهيمنة الأوروبية، وهو ما تشربوه فى المناخ الثقافى فى مصر.

كانت الشريحة ذات الخلفية الايطالية، تمتـلك خبرات إدارية وبالتالي مفيدة في بناء الدولة الجديدة ، وبالفعل سعى السيد إدريس إلى استمالتها والاستعانة بها مبكرًا!

من جهة أخرى كانت قناعات النخبة ( الشابة عـمـوما ) العروبية ، المعادية للاستعمار، على صلة فعلية أو فكرية ، بالمتحدث الأول باسم ذلك الاتجاه ، وهو عبد الرحمن عزام أمين الجامعة العربية آنذاك. ولأسباب ما تزال غامضة ومتشـعبة شـكل عزام بؤرة مناهضة للسيد إدريس السنوسي. وعلاقة عزام بالقضية الليبية قديمة تـعـود إلى تأسيس الجمهورية الطرابلسيه في 16 نوفمبر 1918.

ومن أشهر من ارتبط بـعـزام، ولو لفترة قصيرة ، بشير السعداوى الزعيم الذي التفت حوله نخبة مدينة طرابلس في أواخر الأربعينيات، لكن السعداوي في ما بعد قبل بالنظام الملكي الفيدرالي، من أجل وحـدة ليبيا. وكذلك فـعل رجـال جـمـعـية عمر المخـتـار في بنـغازي ودرنة. وبالطبع لم تكن الأمور بهذا الوضوح ، بل تقاطعت الولاءات وتـغـيرت المواقف عبر السنين.

وعن معنى الكيان

في عـقدي الخمسينيات والستينيات عكف المؤرخون الليبيون على تسجيل التاريخ الليبي .. على مصطفى المصراتي في كتبه الأدبية التاريخية، وخليفة التليسي في ترجـماته الكثيرة ، مصطفى ابعـيو ومحمد بزامـه .. رحلة استكشاف لمسار مجتمع لم يكن قادرا على كتابة تاريخه وظل بالتالي معـتـمـدا على الروايات الشفـهية .. وفي ذلك السياق اكتشفت أعمال ابن غلبون والنايب ، وأضيفت تفاصيل جديدة وترجم الكثير. ومنهم من كتب تاريخا محددًا مثل الشيخ الطاهر الزاوي في تاريخ الجهاد، أو فشيكة الذي أرخ لسيرة رمضان السويحلي وما جمعه الطيب الأشهب في كتبه عن السنوسية وكتاب السيدة زعيمة عن سيرة والدها المجاهد الشيخ سليمان الباروني.

ولعل ما أنجزه المؤرخون الرواد كان محاولة لتعريف هذا الوطن .. أو ما أسـماه في ما بعد الأديب المرحوم عبد الله القويري بمعنى الكيان.

واحــات بـدون طـوابي !

وتضاعفت الجـهـود وأعداد الدراسات التاريخية في العقود الأخيرة، وإن غلب عليها الطابع الأكاديمي المنشغل بتفصيص الوقائع دون الأهداف البعيدة التي أسرَت الرواد الذين ركزوا على تحديد أبـعاد هذا الكيان الليبي .. هذا المجتمع الصحراوي الفسـيـفسـائي بطبـيـعـته والممـتـد بين مصر هبة النيل وتونس الخضراء.

وصحيح .. إنك لن ترى في طرابلس أو بنغازي .. أو في معظم مدن ليبيا من طبرق إلى زواره .. لن ترى مزارع تـحـدهـا طوابي الهندي (أسوار التين الشوكي) .. ولا ترى آبار الجباده (السواني) .. ولا أطفالا حفاة يسيرون وراء حمير محملة .. لكن رجال إداراتنا مازالوا يختارون موظفيـهـم على أساس القرابة ويوزعون المشاريع وفق ولاءاتـهم الجـهـوية .. ومازلنا نشتعل بغضب القبيلة عند أول سـيـمافـرو !!

كل ذلك يحعلني أتسـاءل: هـل نجـح المشروع الثـقــافي في تحديث مجـتمـعـنا؟ وإلى أي مدى حـقـقـنا القـدر المطلوب من شـعـور المواطـنة، بما يتـسـق مع متطلبات العصر؟


* نشر بصحيفة قـورينا ، الخميس ، 14 / 1 / 2010




->إقراء المزيد...

الخميس، يناير 14، 2010

قطرات تكتب بكفي

قطرات بكفي

ذاهلة الشمس في خدرها

تجدل للصيف سلال الشعاع

تكابد المطر مخاضها الظامي

أسقطت من جبين السماء

حبات عرق خاثرة..

يا هو يا هو يا هو

هذا ما توفر

أمري عسير

عالقة الجرار في مشيمة الرذاذ

" نشف ريقي “

لا رعد ,و لا برق

يهدهد قطري

ثمة مشكلة بالأسفل ...

الريح لا تقبل

,, والله إني أحاول ,,

السماء عارية … !!

هل مر بكم غمامي ؟ ..

…..

أنها تمطر

0000000

->إقراء المزيد...

الأحد، يناير 03، 2010

أغنية قصيرة .. محمد الشلطامي

محمد الشلطامي

الرياح في قلوعنا تموت
والبحار عنيدة
ونحن فوق موجها صخر
يا من يدل النورس الحزين
فالديار تغص بالتاتار
واللصوص والغجر


لمن تدق أيها الناقوس
والصغار
ضاعوا بلا أثر
ضاعو بلا خبر

يقال إن ساحر ا غريب ..
مد إصبعه
وتمتم الصلاة للحديد واستخار
فغاب من صغارنا الحفاة أربعة
من يومها وكل شيء حركته الريح
إلا قلوعنا
وكل قطر في السحاب جففته الريح
إلا دموعنا


" الشاعر الكبير محمد الشلطامي "

->إقراء المزيد...

حديث البنكينة

" الكلوروفيل ليس كافيا للتنوير , الفوسفور يشعل العقل ..

ليس بالصمت وحده يخبو الإنسان "

سعفات إمنت. حديث البنكينة

قف ب(جليانة) إبَان الأصيل

وأنظر الشمس قبيل المغرب

أنظر البحر ، له لون السما

حين رقَ الجو صفوا ً راق

شاعر الوطن

أحمد رفيق المهدوى


في سوق السمك .. لا شيء يرمى إلا القشور والأشواك وكثيرا من الصراخ
يخربش قط بحاشية مسارك متربصا خروجك من بازار البحر بصيد وفير وانزلاق سمكة سردين أو بوري " بطعم النافثا " من كيسك الأسود في يومك الأغبر الذي ساقك على هوائه وهوى مصراينك الحالمة بطجين من السمك الحلال - " وليكن اسمه الحرايمي بما لا يحيل إلى ذاك المثل الشعبي المصاب بنهم خنزير" – إلى هذا المكان المليء بالأساطير الطبقية وحكايات باشوات الحوت وعبيد القوت ,, أنها صور من لا نراهم بالصورة ولن نراهم ولا نحتفظ بصورهم البائسة لأننا شعب مستعجل لا يتمنظر فيه أحد ,,, كما هو أيضا لا يتفقد ذاته ومشواره ليطرح سؤاله " نحن إلى أين ؟ " بقدر ما ينتظر هطول شغيمة بل الريق المصرفية أخر كل شهر أو يزيد ولا ينقص , أو بالتفاني في تدبر شؤون ومصاريف ما قبل الدفن كشراء كفن وحجز سرادق معتبر لمماته بشارع رئيسي أو حتى على أربع شوارع وذلك أفضل,, قاطعا شريانا أخر من شرايين الحضارة والعمران البشري بمدينته الحية بحبل أو مطب بارد ؟ ! ..

بالفعل نحن في حالة ترحل وترحيل لأجسادنا وقضايانا كما قال لي ذات مرة الصديق الدكتور صالح السنوسي وبلا صور وبلا إطارات على عكس صوت عبد الحليم حافظ " كلنا حنبان في الصورة " ..
فالصورة الملتقطة لشارع دبي أو حي طابلينو مثلا تقدم قراءة خادعة لأي ليبي لا يعيش ببنغازي ولأي سائح عابر " اللهم لا حسد وصحة لكل من يسكن هناك " هي صورة لا تلتقط المشهد العام ببناوراما عريضة للمدينة كواحة عمرانية متجانسة إذ لا تشمل أحياء وعشوائيات بوهديمة الماجوري الوحيشي الصابري وما بينها وورائها .. هذا الوجه المعماري يصنف السكان إلى شرائح كما إن كم ونوع طعامهم يفرز طبقاتهم ومستويات مداخيلهم ... ويظل السؤال عن مستوى الخدمات البلدية العامة أين هي ؟ وهل هي أيضا خاضعة لفلتان سوء التوزيع ؟ !

هنا عند البنكينة الشهباء سنضبط عدسة الصور لالتقاط الكلمات لحديثنا هذا ,, هي في الطرف الأقصى من قبطانية ميناء بنغازي (تنطق بالعامية الكابترانية Capitaneria di porto ) حيت تقبع بعض قطع ترسانتنا البحرية الصدئة في حالة تأكل وبيات سنوي كمجاثم للنوارس أو ربما كوسائل تعليمية لمن لا يعرف تقنية تحنيط السفن بنقعها بمياه البحر!..


عند هذه التركينة الحزينة " لازلت أعني البنكينة وأحوم حولها " تكاد أن ترى المدينة من قاعها الشرقي وهي تعوم على ألواح متهرئة كقوراب الصيادين المرقعة " بالوشق " والمتهمة بيئيا بالتبول النفطي اللاإرادي ( صدقا هذا ما يحدث لنقل الله غالب عليهم لأن مقولة البحار ديمة مفلس لا تطبق في العالم إلا عندنا ) وكما هو الحال بقاعها الأخر عند فندق الخضار والفواكه البلدي - ربما نحكيها في قراءة ثانية لهدرزة بنكهة الصديق الدكتور محمد المفتي - ,,, إنهما قصتان لمدينة واحدة - وليست كقصة مدينتين لديكنز - يلعب المكان والإنسان فيهما دور البطل والشرير بتبادلية عجيبة , أما الإخراج فيبدو إنه بإدارة ائتلاف فنانين لم يغب عنه خبيث أو مخبول أو مسئول من عرب الدار وخارجها عن صياغة الحبكة الدرامية المنجزة بإبداع قل مثيله , ناهيك عن المؤثرات والخلفيات المناظرية ذات الملمس التشكيلي الخشن وما ينفثه الظهير السكاني بالمحيط الأزرق المتوسط – في الحقيقة هو عندنا صار أسود ولكن تجاوزا نرجعه إلى أصله اللوني احتراما لحركة الخضر- من روائح ونفايات وما يطفو على وجه الماء من فضلات مواسيرنا الفيحاء بهذه الرقعة المائعة من سطح هذه المدينة المعجزة في التكوين الحضري والتطور العمراني فهي مدينة هزم فيها الرواد المؤسسين سباخ الملح ولكنها الآن تكاد أن تتآكل ولا تأكل غيره,,, ...............
وبين الصامت والصمت تبدو نكهة الأخبار بلا طعم أو رائحة فلا احد يستمتع بما يرى أو يسمع ....


عند هذه التركينة الحزينة " لازلت أعني البنكينة وأحوم حولها " تكاد أن ترى المدينة من قاعها الشرقي وهي تعوم على ألواح متهرئة كقوراب الصيادين المرقعة " بالوشق " والمتهمة بيئيا بالتبول النفطي اللاإرادي ( صدقا هذا ما يحدث لنقل الله غالب عليهم لأن مقولة البحار ديمة مفلس لا تطبق في العالم إلا عندنا ) وكما هو الحال بقاعها الأخر عند فندق الخضار والفواكه البلدي - ربما نحكيها في قراءة ثانية لهدرزة بنكهة الصديق الدكتور محمد المفتي - ,,, إنهما قصتان لمدينة واحدة - وليست كقصة مدينتين لديكنز - يلعب المكان والإنسان فيهما دور البطل والشرير بتبادلية عجيبة , أما الإخراج فيبدو إنه بإدارة ائتلاف فنانين لم يغب عنه خبيث أو مخبول أو مسئول من عرب الدار وخارجها عن صياغة الحبكة الدرامية المنجزة بإبداع قل مثيله , ناهيك عن المؤثرات والخلفيات المناظرية ذات الملمس التشكيلي الخشن وما ينفثه الظهير السكاني بالمحيط الأزرق المتوسط – في الحقيقة هو عندنا صار أسود ولكن تجاوزا نرجعه إلى أصله اللوني احتراما لحركة الخضر- من روائح ونفايات وما يطفو على وجه الماء من فضلات مواسيرنا الفيحاء بهذه الرقعة المائعة من سطح هذه المدينة المعجزة في التكوين الحضري والتطور العمراني فهي مدينة هزم فيها الرواد المؤسسين سباخ الملح ولكنها الآن تكاد أن تتآكل ولا تأكل غيره,,, ...............
وبين الصامت والصمت تبدو نكهة الأخبار بلا طعم أو رائحة فلا احد يستمتع بما يرى أو يسمع ....

البحيرة بنغازي

أنها قصة طويلة لا توصف فالمشاهدة من قمة جبل أوزو تكفيكم لأخذ قرار الفرار على عجل ولا أظنها ستشجع أي سياحة على الرسو هنا إن لم نقل أنها ستكون نقطة الطرد المثلى للقاطنين والعابرين وليجرب أحدكم الطواف بين فندقي أوزو وتيبستي الأشمين ,,,,,,,,,,,,,,,, صدقوني إن لم يغمى عليه فأنكم ستجدونه يرفرف في السماء السابعة باحثا عن قطرة أكسجين . وليسأل أحدكم عن الدراسات البيئية الجادة والعلمية والتي ليست قيد التداول , عن حجم التلوث فهي الأخرى ترشح المنطقة كمنجم ومستنقع لا ينضب من السموم والجراثيم والميكروبات والبكتيريا والفطريات والطحالب الخطرة على الحياة البشرية والفطرية وبمواصفات نادرة قلما يترعرع مثلها بمدينة مليونية تغسل قدميها كل صباح أمواج البحر المتوسط كثاني أكبر مدينة بدولة نفطية تفاخر بشاطئ الألفين كيلو متر وهي معطية طبيعية وحصة طرحتها المرحلة الكولونايالية وربما كان لنا أكثر لو استمعت المسطرة لمعايير أخرى , المهم أن حكومتنا تفاخر ونحن نفاخر ولا تهتم حتى بكيلو متر واحد .. فكيف يتمثل لنا الاستغراب كقطار صادم ظهر فجأة ونحن نشرع أفواهنا وأنوفنا وجلودنا ونعترضه بنوم عميق في هذه البيئة المعطوبة المثقوبة الموبوءة ولنصطدم مجددا بمن يقول : عن الأمراض والأوبئة ونفوق الدواجن يسألون ..؟؟؟؟؟؟ !!! ..........

............. أظن إن الكي سيريح الجميع .................

عموما مظاهر تخريد المدينة تبدو ماثلة للعيان بأكثر

من شارع وزقاق وحتى ميدان بوسط المدينة , وهي ليست بخافية عن أي أعين مسئول أو مهبول وما بينهما , ولعل نافورة جنيف!!! الفاشلة التي ركبت مؤخرا بميدان الشجرة ولم تعمل غير ساعات ( بث تجريبي ) ستمنحكم هي وما فيها الآن من ناموس وربما ضفادع مشروعية إطلاقها كحاضنة وطنية للناموس الليبي النادر ضمن مشاريع حماية الحياة الفطرية والحشرية تحديدا !!! وإشهارها كنقطة جذب سياحي علاجي للتداوي بلسعاته مع استنشاق مجاني لرائحة الدجاج المحمر بالشارع الخلفي المدمر مع عفونة المياه الآسنة بالنافورة وما حولها ..... ( يمكن الحجز للعائلات أيضا ,, اتصلوا بهم ؟؟؟ ) .........................

في البنكينة المسكينة يهرع أحباء البوقة والقرقوز والكحلة والبوري المزفر وهي من أسماك الشط القارة وكانت رخيصة الثمن لكنها اليوم باتت بعيدة عن أسنان " منصور وسدينة " وصار هواة الصيد بالقصبة العربية أو الماكينة يطاردونها من شواطئ طلميثة شرقا وحتى قمينيس غربا . لكنهم أيضا لا يعودون

إلا بقمبالايات حُنين أو ربما أحفاده..... ولك أن تتصور كيف كان شكل ورقم خفي حنين !!

البنكين . جليانةالبكينة . سوق السمك بنغازي

في البنكينة حوت امستف يرجى فينا " جايباته شركة محمد عبده في مركب الهندي ؟ "

,, يستدرج البائع زبائنه بقربان شواء رخيص ينشر مع دخانه غازات الرواج الأرجح أنه تخلص فيه من أخر أسماكه الفاسدة ومن بعض مكره لطرد الذباب وجذب القطط السمان ..

المترهلون حتى الخمول ,,المنفوخة شرايينهم بالكولسترول الوطني يلملمون كروشهم المنفلتة من عقالها وهم يتأرجحون نزولا من مطاياهم أخر طرحة صهيل وبحوافر كروم

" لبوأت الزئير الحكومي المجاني الدفع "

بحثا عن قوتهم وقوت رفاقهم من الإستكوزاء والجمبري, لتحسين لياقتهم في ساعات السهر الرسمي والدوام الجميل ... حكماء التغذية وخبراء المستقبل ينصحونهم دائما بالمنشطات الطبيعية المنشأ وفواكه البر والبحر لدعم الخصوبة ولإنتاج سلالات محسنة من القطط الصغار يرثون مخالبهم ومناصبهم بشراسة أو بتصعيد مرابيعي يرفعهم إلى سدة المربوعة الكبرى إن لم تتوفر لآبائهم بطاقة الرفقة الطيبة ومزاياها الحصرية..... يغادرون المكان بسرعة الصوت والدلافين تمدد لهم ألسنتها , أما الحواتة والمراكبية فيلونون أساريرهم بصبغة صفراء من قراجيط الحوت ,للتمويه عن أعين وأذان "الأنتينات " المرافقة...

تمضغ نداءات الأسعار تلابيبك ... كما لو إن كلب البحر لا ينبح بالسوق إلا على الأشرعة الممزقة وراقد الريح ولا يعوي إلا بجيبك ,,, يقضم 10 + 10 طيات من لحمك ويطويها بجيبه طية طية غارزا أنيابه بالجرح القديم

" بين الوجع والجوع "

,, تستفيق تلملم يقظتك المبعثرة كرجل لا يأتيه العار إلا من بين جيبيه وكفه..

تنظر من حولك فترى عيون جاحظة ترمق طشطشة الطاجين واصطفاق الأسماك على رخامة الكشط تنثر أخر قطرات الروح ,,,, ووجوه غائمة اندست بين الرؤوس تستمطر حيائها أن يبلل ريقها الناشف .. ورغبات حامية تتزحلق نحو مصب الزيت بأخر الطبق !! لكنها لا ترى للجوع نهاية ... !! ... ؟

مدججون بالمقصات والسكاكين ,,, إنهم بعض الرجال والشبان والصبيان من حيارى الشوارع والمسقطين قهرا من الملاك الوظيفي وسوق العمل الكاسدة ,, قذفت بهم موجات الفاقة وأعاصير البطالة وعواصف الضياع الليبي التي تجتاح المدينة من رأسها إلى خصرها نحو ضاحية " يا ريح هدي مركبي ميالة موج البحر داير معاها حالة "

يقشرون ظهور الأسماك ويفرغون أحشائها ويقشرون بعض الدراهم من أكياس قراصنة " المال العام " وإقطاعيو ما بعد الثورة ! وبارونات التصعيد ! الذين لم يتركوا شيء من القعمول البري إلى الكافيار الإيراني والفستق الحلبي لحمياتهم الغذائية ..

المعذبون في البر والبحر لا يحصدون غير الدنانير المالحة التي لا تسكن بأيديهم فهي ترتعش وترتعد لتذوب بأدراج الدائنين علها تشطب بنود السحب وبعض ما في وجوههم من مفردات العبوس .. فيعودون لبيوتهم برائحة السمك الذي لا يعرفون له طعم ,,, فيغنون لزوجاتهم " ذوقي الشوق واحتاري اشوية ,,, تشكي الواه الواه ……"

فترد الزوجات في كورال جماعي ببكائية نجاة " أنا بعشق البحر "

لازال النباح ينهش أذنك .... بطرف السوق تجمع النوارس قوتها من مؤخرات السفن بعد إن قطعت القطط أجنحتها وذيول رزقها ,,,,

ترفرف لك بأجنحتها وكأنها تقول :

" لا خبز ولا سمك كلنا في البحر ملح وفي البر ملح "

لننتظر مائدة العشاء الأخير لنجتمع أو لنصعد !!

فماذا بقى في جيبك ؟ ماذا بقى من لحمك ؟ لترفع عنقك ؟ ! ..

نحن وأنتم حواريوا الدايح ! …………

على مصطبة مناوئة غير بعيد عن برلمان الحوت يأكل حوت" البنكينة طبعا "اصطفت الدجاجات البيض تستعرض أفخاذها في حالة عري شامل ,,,

رافعة يافطة دعاية للتيار المنشق عن حزب اللحوم البيضاء الارستقراطي ...

" نحن الألذ نحن الأفضل نحن الطبق الأرخص للطبقة الأرخص.. الدجاج الأبيض لليوم الأسود "

تصاعدت الأصوات وتعاظمت الجلبة .. حتى فسد البيع وبارت السلع وانفرط هرج السوق في فجوة صمت ,,,,

التفتت الجماهير الغفيرة الفقيرة تقرأ ما سطر الدجاج بريشه وتستلهم جماليات الأفخاذ المكتنزة ومذاقات اللحم والعظم وهي تحتسي المعاني الدسمة من صور الخيال تلهب الأبصار والحناجر" كشوربة ملائكية من الفردوس المفقود " للشبع المستحيل ؟ ! ...

ثم شرعت اوركسترا الجموع تندب بهستيريا أوبرالية ,,, تنتف شعرها هاتفة للريش وتزفر الهواء الساخن كعادم احتراق داخلي لا يحرك ساكن أو طائر ..

عقب ذلك غادر الدجاج بنوعيه البشري والطيري وكل من على أشكالها وقع +_+_+_+_+_+_+

تاركين الأسماك للقطط وما لقيصر لقيصر ..

البنكينة ميناء بنغازي جليانة في العهد الإيطالي

سعفات إمنت . حديث البنكينة

البنكينة بنغازي  صورة لبعض الليبيين في عيد الفطر

________________________________________

* البنكينة الكلمة إيطالية الأصل " Banchina del porto بمعنى رصيف الميناء

دارجة الاستعمال محليا = ( رصيف قوارب الصيادين ببنغازي حيث سوق بيع السمك )

* (( وقد أصبحت البحيرة مصدر إزعاج بعد أن تحولت إليها كميات من المخلفات الطبية والصناعية والمنزلية السائلة غير المعالجة، كما تحولت إلى مصدر ضرر صحي لانبعاث الغازات السامة مثل كبريتيد الهيدروجين والميثان نتيجة التحلل اللاهوائي في البحيرة.)) " تلوث ببحيرة ثورة يوليو بليبيا " مقتطف من تقرير لخالد المهير نشر على الجزيرة نت

http://aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=1161205

* نقلا عن ويكيبيديا الموسوعة الحرة :

Binghaz ilake panorama

صورة بانورامية لبحيرة 23 يوليو تبلغ مساحة البحيرة مائة هكتار في حين أن عمقها يصل في حده الأقصى إلى 5 أمتار بينما يصل أدنى عمق لها إلى 2.5 متر تقريباً. توجد حولها حديقة أو متنزه 23 يوليو إضافة إلى مجمع المدينة الرياضية ببنغازي والذي يشمل ملعب 28 مارس ومجمع سليمان الضراط، كما تطل عليها منطقة ساحة عامة ونادي الفروسية وبالقرب منها توجد مستشفى 7 أكتوبر. كما يطل على البحيرة فندقين من أكبر فنادق المدينة هما فندق أوزو ومجمع تيبستي السياحي وبناية جمعية الدعوة الإسلامية التجاري ونصب شهداء معركة جليانة.

كانت البحيرة مركزا للسباقات البحرية والسباحة وموقعا لتجمع هواة الصيد لانتشار أنواع مختلفة من الأسماك بها، إلا أنها ومنذ أواسط التسعينيات تعاني من مشكلة ناتجة عن أعطال في شبكات الصرف الصحي، ما أدى لتسربها إليها وتلويثها وشاطئ البحر بحيث لم يعد يعيش بها حاليا من الأسماك سوى نوعين من التي تعيش على المخلفات العضوية. وفي نوفمبر 2008 خلصت ندوة علمية حول البحيرة إلى ضرورة الاهتمام بها وتبني الخطط البحثية الجهود من أجل معالجتها وإصحاحها، كما طالبت بإصدار قوانين تجرم أي عمل يلوث هذه البحيرة.

* شاهد الصور المرفقة بهذا الرابط على موقع المنارة أيضا

www.almanaralink.com/new/index.php?scid=4...‎

clip_image016clip_image018clip_image020

* قارنها بالصورة التالية الأقدم :

سعفات  إمنت 26





->إقراء المزيد...
Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art