الأربعاء، ديسمبر 30، 2009

عام 2010 : نافذة الفوات 2009؟

2010 year


انه عام يجري سيغمس في الدهر حبره
أنها سنة ماضية , كالسيف ,,
لم تردم غير الأيام وبعض أوراقنا ,,, نامت في خدرها شهوة الوعي
وتخبلت في غزلها خيوط القلق … مرت بنا كالريح , نفضت غبارها
وغادرتنا بين الصمت والدهشة والموت .



بقدر ما نملك من هواجس ومثبطات تتكاثر بمجانية لا أجل مرتقب لإعلان إفلاسنا منها أو استبدالها بربحية معقولة من مشاعر موجبة اللذاذة ,,يبدو أن طائف الوساوس وهامس الشك لا يمكن إبقاؤهما بعيدا في خضم المرارة المتحللة في كل النكهات المتوفرة , تأخذك الظنون عميقا وأنت تعاقر الفكرة بأقداح البهجة المشوبة بالحذر … لتكتشف كم الشروخ والصدوع التي شوهت ما أخلصت في جسره او دمرت ما قدست بنيانه ,, سنة انفرطت من عقد أعمارنا البعض يضمها إلى عنقه ظنا أنها ستطيله بينما لا يتكلف حسبان مسارب الفنائية في هدرها وهو لا يطيق النظر طويلا في أفق الجبين بل يتهاوى بصره تحت مستوى أنفه إن لم نقل نعله مقتفيا أثره الأعمى ,, كما لا يروقه حصاد الشيب أو عده بعد أن استفحلت البلادة بفروة رأسه بذات الدرجة أو يفوق من عدم الإكتراث وهو لا يتمل أي الأخاديد أو التجاعيد تيبست بصفحة وجهه وهو يكابد الاكتئاب الوبائي والوجع الكبدي الطافح من كل الأفكار الحزينة ,, بعد أن تجرد من أي مساورة للبحث عن قطرة فرح أو خطوة نجاح أو حتى إعلان بكائه بهذا الزمن اللاهب بالسوط والنائح في صمت على كل المسرات ومن كل الاتجاهات ..


في هذه المغالبة والصراع بين التمادي بالتقليد والصمت عن الابتكار والقبول عند مرحلة ترويض الذات واستأنس الصور المرخصة بالتداول العمومي تبدو فكرة التجاهل شائكة وخشنة على البلع كما هي أفكار التدواي بالأعشاب وترك الثمار جد رخيصة لكنها لا تخضع لمعايير الجرعة الشافية وهل سيكون ثمة شفاء بالصمت والتجاوز والنسيان !!…
بالضبط هذا ما يعتريني وأنا أحاول قمع رأسي عن التفكير برأس السنة الجديدة “ 2010 “ ,, التي تكاد خطواتها أن تهبط عليه حبرا وأقلاما من الساعة التي تنسخ عقاربها على كل الحوائط أمامي كشبح ناطق يلسع الفراغ بتكاته ,, ..


أخيرا نجح بمحاصرتي وحيدا بينما كنت أتحضر للقراءة , للكتابة ,, لمتابعة مواقعي المفضلة وغير المفضلة على الانترنت ,لاكتشف إن العالم بأسره يدور بذات الفكرة والتي تؤججها شاشات الأخبار والترفيه والغناء وغيرها


ذكرني هذا بقصيدة يابانية اوردها الروائي الياباني “ يوكيو ميشيما “
في روايته ( الجياد الهاربة ) تقول :
إن محاولة تجنب التفكير
هي ذاتها تفكير…وهكذا فحتى الأمر : “ لا تفكر ! “
هو مما لا سبيل إلى التفكير فيه …..



هاهو الليل يرفع كتفيه بظلمة ثقيلة يجر عربة الحطب الأخيرة نحو كانونة الشمس ليشتعل اليوم الختام لعام أحرق كل لحظاته ,,,, لطالما هادنته الأحلام تحت وطأة السأم وهي تعكس ضربات اليأس ببؤرة الازدراء ,, مفسحة الرؤية بعين الأمل للساعات المقبلة أن تمر كي تتعشق بتكاتها وهي تتقد بألق مرتجف يلمع بحوائط غرفتي المظلمة إلا من هذه النافذة "@ " التي انقر فيها كلماتي عبر الأثير ونحو الفضاء ككل العناكب الساهرة قبل أن تصحو أجراس المدارس وأودع أطفالي من نافذة أخرى لا أرى في أفقها إلا رهبان الكوابيس يعمدون الوجوه بمياه الروتين الثقيلة والرتابة الآسنة… …مع هذا تبقى لجارتي الحمامة المعششة قرب الميزاب العطشة بالحائط الشاحب كروح صديق آخر ينشر على حائطي بعض أحلامه - لعله يصنفني كمتصفح عابر ومسالم الحضور لأعشاش البيردبوك ( Facebook = BairdBook ) - هي الأخرى تبدو في حالة اشتهاء للنور لتحلق وللدفء لبيضها لكن مخالب الطقس قلما تمنحها عذوبة الانتظار دون جوابها بصقيع قارس , فتطلق الريح بشبق مضاعف يستبد بريشها وبجوانحي ,, ما يجبر كلينا على النظر للآخر من وراء الزجاج بانتظار أن يفقس بيضها وأن تكسر أحلامي أخر قشور اليأس في عشها الدافئ أيضا بالأمنيات الطيبة لسنة نكاد أن نلثم رأسها وأخرى نتمنى أن لا تركل أقدامها اقبالنا الودود نحوهها..“



هل تترك الرمال أهدابنا ..
هل يغسل الطوفان أرض القشور ؟
ادونيس

->إقراء المزيد...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art