الخميس، نوفمبر 24، 2011

رحلة أرجوس يا ثيران البر

رحلة أرجوس يا ثيران البر !؟ ...........


... (( كانوا معنا ,,, كنا معهم ... كنا نجدف معا ضد التيار وكانت كل عيوننا على ضفة الآمان نرقب بشوق أحشاف الشاطيء وكان الموج طود يضاهي طود يرشق سواعدنا الجريحة بالملح ويلسع وجوهنا بسياط البرد ..

كنا معا ,, كنا جميعا في واحد المصير والفلك يحملنا الى حيث نريد ॥ كانت الحيتان ترمقنا بأنيابها البارزة والهدير يقهقه ملء شدقيه ,,, قبالة البر وحين الدنو انقلب القارب واستقام الحظ لبعضهم فمد له طوق نجاة ... تفرقنا عن الرفاق وتاهت عنا صورهم وأجسادهم في مائج الماء وعتمة الأفق ,, ظللنا في هناك الغرق شهور ,, مكثنا في يم الضياع قائمة غياب ... تقاذفتنا أنواء الشطآن عبثت بنا ديكة الريح وبوصلات الشراع ...في آخر التطواف وقعنا بقبضة القرصان وثلة العلوج استودعونا سفينة الجماجم وزنزانة عظام .. صبوا علينا سم ألسنتهم وزيت صدورهم ,, وشمونا بكبريت النار ودججوا أجسادنا بملح البارود ... بقينا بذاك القفص يدندن لنا الجلاد بوعيده والموت يرقص على رؤوسنا كغراب المنائر الخربة .....

ذات أفق تلامحنا بين الالواح سهم بزوغ ,, هلال بأول الصباح ونجمة تزغرد للشمس .. بضعة سفن وزحام مراكب تمتطي موج الغضب يسبقها هدير وتعلوها رايات مخضبة الألوان . سمعنا دوي طلقات ووجيب زخات .. تفطن رهط القرصان رفعوا أشرعتهم للريح فأبت ,, دخروا مدافعهم فلم تشتعل .. خارت عزائمهم وانسكب العرق من الركب والمفاصل ترتعد . وصل البحارة وطوقوا الجمع الجبان تحررنا وفككوا القيود ..

قبضوا على السجان واستودعوا القراصنة شراعهم القديم اطلقوهم للريح بذيل عاصفة تتأهب للرحيل ॥ عدنا لمرفأ الروح ومهبط الأجساد । كانت الاشرعة جميعا ملونة بذات العلم ترفرف يداعبه النسيم .. اطرقنا صامتين تغمرنا النشوة والدهشة ملء افواهنا ,, المنظر جد بهيج وجد مثير.. اغرورقت العيون بماء الحنين بالعودة لشطنا الفقيد وبرنا العامر بالفرح كما كنا نريد كما كنا كنا نراه بزمن الحلم .. فرح بنا الناس والكل مبتسم ...

حين سألناهم عن أصحاب البحر ممن نجوا بأول الرحلة وقت انقلاب المركب ساعة تفرقنا باليم .. ساد الصمت تهاوت الجباه وتهدلت الأذان بلا ( لا أو نعم ) عاودنا السؤال بالحاح أين الرفاق ؟ هل ماتوا ببحر الملح والتيه ولم ينج بطل .. تقدم شيخ جليل وطلب كرسي خشب جلس ولم يبتسم مسح جبينه وعدل طاقيته التفت لليسار لليمين ,, زفر في الهواء خزان صدره .. قال لنا .. بلى لقد نجوا هم الآن قادة الأسطول والترسانة هم من يحكمون البر والبحر ونحن وهذه الالواح والأشرعة ملكا لهم ,, أنصحكم بمعاودة الرحلة وطلب الحظ لهذا البر ... عودوا للبحر للموج للريح والعواصف واطلبوا عون السماء فالملح ينسل من بعضه .. مخطيء من صدق أن كل الرفاق سواء فهم كالريح ايضا تأتي بما لا يشتهي الوطن.. فاحذروا عمائم القراصنة وخواتم الشجعان .... بأخر الرصيف لمحت نوارس تنشر اجنحتها للشمس فتحسست ذراعي وقلت لكفي تحضر لرحلة تجديف جديدة فالتيارات لم تنته بعد ومعاندتها جد مواتية كلما تجبرت. ... )) .....




->إقراء المزيد...

1 التعليقات:

Unknown يقول...

راااااااائعة جد..استمتعت في قراءتهااا

إرسال تعليق

Google

متواجدون

نصير شمه - مقطوعة العصفور الطائر

قصور مصراتة

art